~*¤ô§ô¤*~ منتديات اصحابنا~*¤ô§ô¤*~
اهلا وسهلا بكل اصحابنا ... لو كنت صاحب معانا شرفنا بالدخول وشارك معانا ... لو كنت زائر جديد يشرفنا تسجيلك لدينا
~*¤ô§ô¤*~ منتديات اصحابنا~*¤ô§ô¤*~
اهلا وسهلا بكل اصحابنا ... لو كنت صاحب معانا شرفنا بالدخول وشارك معانا ... لو كنت زائر جديد يشرفنا تسجيلك لدينا
~*¤ô§ô¤*~ منتديات اصحابنا~*¤ô§ô¤*~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~*¤ô§ô¤*~ منتديات اصحابنا~*¤ô§ô¤*~

اصحاب على كيف كيفك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سبعة أقفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
semsemh33
مشرفة منتدى الحــــب
مشرفة منتدى الحــــب
semsemh33


انثى
عدد المشاركات : 929
العمر : 39
مكانك فين : البيت
الوظيفـه : طالبه دراسات عليا
مزاجك : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 07/12/2007
السٌّمعَة : 0

البطاقة الشخصية
مستوى العضـــو: مشاركة دائمة وفعاله

سبعة أقفال Empty
مُساهمةموضوع: سبعة أقفال   سبعة أقفال Emptyالأربعاء 07 مايو 2008, 9:43 pm


كان صاحبي يسار قد نشأ في طاعة الله ، ، حتى عرف بين أقرانه بالراهب ،
وسمَّاه بعضهم : (( حمامة المسجد )).
وكان كثير الصمت ، قليل الكلام ، ولكن حديثه ينفذ إلى القلب ، يسحر السامع ويأخذ بلبه ، ويستولي عليه .
ولقد علمت بتفاصيل القصة بعد حين وسأذكرها كلها من البداية إلى النهاية ،
وهي والحق يقال ، لو اطَّلع عليها البشر ، لكانت عبرة لمن اعتبر .
وبداية القصة ،... أنه كان في بغداد فتاة تركية يتيمة اسمها حسناء امتهنت
الغناء بعد وفاة والدها وكان يُعقد في بيتها مساء الثلاثاء من كل أسبوع ،
مجلس للطرب والغناء ، وكان يحضره شباب من القوم ، منهم حكيم بن محمود ،
وحسَّان بن معيقيب ، وحبيب بن مسعود ، وغيرهم وقد تأخر ذات يوم عن الحضور
في الوقت المعين سعيد بن منصور , وعندما حضر بادره الجميع بقولهم : أين
كنت ؟
فأجابهم وهو يتخفف من بعض ملابسه ، وعلامات التأثر بادية على وجهه : التقيت هذه الليلة بيسار ..
وسرت في نفوس القوم هزَّة خفية ، وساد المكان سكونٌ شامل ونظرت حسناء
بعينيها اللوزيتين ، وقاربت ما بين حاجبيها ، وسألت : ومن يسار هذا ؟
فأجابها حبيب بن مسعود ، وكان على صلة قديمة بيسار : أنا أعرف القوم بحاله
, وأخذ يحدثها بكل ما يعرف عنه ,عن عبادته وتواضعه وحسنه وأخلاقه وعذوبة
منطقه .
وتنهَّد حسَّان بن معيقيب وقال : ذلك الرجل عرف الطريق إلى ربه ..
فأنصتت حسناء بكل اهتمام ، وأخذت بما سمعت ، وعزمت في قرارة نفسها على أن تحظى به ..
ومالت حسناء برأسها ، وسألت حبيب بن مسعود : هل هو متزوج ؟
واستطاع حكيم ، أن يدرك ما يدور في خلد حسناء ، فقال وهو يضحك : لا سبيل لك إلى يسار .
فالتفتت إليه متحدِّية وقالت : سوف ترى .. ورفعت حسناء يدها ، تتحسَّس
القرط اللؤلئي الذي يزين أذنها ، ثم نادت الخادم ، فأقبل ، وقد أحضر لها
رقعة ، كتبت عليها شيئًا وطوتها بعناية فائقة ، ولفَّتها في منديلها
المعطَّر ، ثم التفتت إلى سعيد بن منصور وقالت : أين نجد يسارًا في هذه
الساعة ؟
فأجابها وهو يشير بيده : رأيته متجهًا إلى بيت القاضي بعد صلاة العشاء .
وقبل أن يخرج الخادم صاح حبيب بن مسعود منفعلاً ، وأخذ يردد : إن دون
الوصول إلى اليسار سبعة أبواب عليها سبعة أقفال من حديد .
وما هي إلا ساعة ، حتى عاد عربيد بوجهٍ بغير الوجه الذي ذهب به ، وناولها
المنديل دون أن يتفوَّه بكلمة . فأخرجت الرقعة ، وألقت عليها نظرة خاطفة ،
ثم قفزت بثوبها الأبيض الفضفاض ، وشعرها الكستنائي الطويل الناعم وهي تحمل
الرقعة بيدها اليمنى وتقول : هذا هو القفل الأول قد انفتح .
وعلت الدهشة وجه حبيب ، ولم يصدق سعيد بن منصور أذنيه ، وبقي حسَّان ينظر
إليها دون أن ينطق ، أما حكيم ، فقد أخذ يصفق ويصيح , أما حسناء ، فقد
استمرت كالفراشة الجميلة تدور في المكان ، وهي تحمل الرقعة بيدها وتقول :
هذا هو القفل الأول قد انفتح .. انظروا .. وألقت الرقعة على المنضدة ،
فتسابقت الأيدي للحصول عليها والاطِّلاع على ما فيها .. فكان حكيم أسرع
القوم إليها ، فخطفها وأخذ يلوح بها وهو يضحك وينظر إلى حبيب بن مسعود
ويقول :
-هذا هو صاحبك قد وقع , وقبل أن يقرأها ، وبخفة متناهية أدهشت الجميع ،
خطفتها حسناء من يده ، وجذبت عربيدًا وذهبت إلى غرفة مجاورة . واستحثت
حسناء الخادم وهي تقول :
-أخبرني يا عربيد .. أخبرني بكل ما رأيت , وكانت حسناء متلهِّفة لسماع حديثه ، فهزِّته قائلة :
- ماذا دهاك يا عربيد .. تكلم ؟
فأجاب بصوت هادئ عميق النبرات : يا سيدتي .. إن الوصول إلى القمر ، لأهون ألف مرة من الوصول إلى يسار ..
فأطرقت حسناء ، وتغير لونها ، وقالت بصوت هادئ خافت ودود : حدثني يا عربيد
.. أخبرني بكل شيء .. بكل ما رأيت وسمعت . قال ، وقد انقاد إلى لهجتها :
رأيت نازك الرومي ، خادم القاضي ، يهم بدخول الدار ، فاستوقفته ، وأخبرته
بأني أريد أن أقابل يسارًا على انفراد . فأخذ بيدي إلى غرفة قريبة من
الديوان .. وانتظرت حتى أقبل يسار . متوسط القامة ، أزهر اللون ، تجلله
المهابة ، ويعلوه الوقار ،.. لقد تمنَّيت من كل قلبي لوعُدت أدراجي ، ولم
أفاتحه .. وسكت عربيد ، وكأنه يريد أن يستحضر كل لحظة عاشها مع يسار ..
واهتزت ذبالة القنديل على نسمة باردة ، تسللت من شق الباب .. وتحرك ظل
حسناء على الجدار... كانت حسناء تصغي إليه باهتمام ، وقد سحرها بوصفه ،
وملك عليها مشاعرها ومضت تستحثه : وماذا بعد .. تكلم يا عربيد .. ! ! !
قال : بدأني بالسلام .. ثم قال : ما اسمك ؟ قلت : عربيد .
فلم يعجبه هذا الاسم ، ونظر إليَّ ساعة ثم قال : بل أنت مريد .. أتدري من
هو مريد ؟ ولما لم أجب ، مضى يقول : المريد هو صاحب الإرادة القوية المريد
هو الذي يريد الوصول إلى الله ، بقلب سليم . اتق الله يا مريد واجتنب
المعاصي .
وعاد عربيد إلى السكوت .. ولم يدر ما كان يعتمل في صدر حسناء التي استبدَّ
بها الشوق إلى معرفة المزيد عن يسار حتى نَسِيَت نفسها ، ونَسِيَت الضيوف
الذين كانوا ينتظرون عودتها ..وهزَّته حسناء . وقالت بصبرٍ نافد :
- تكلم . تكلم يا عربيد .. لا تسكت .
فنظر إليها وقال : مددت يدي بالرقعة ، بتردد ، وتخاذل ، وخجل .. فتناولها
، وألقى عليها نظرة .. فتغيَّر لونه ولكني أسرعت أقول له ، قبل أن أسمع
منه ما يؤلمني : إنها تريد أن تتحدث إليك بمشكلتها يا سيدي .. إنها لا
تريد أن يطَّلِع عليها غيرك .
فرفع رأسه ، وقد سُرِّيَ عنه بعض ما به وقال : لتكتب مشكلتها . ثم وقَّع
بكلمة واحدة : اكتبيها . ألقى الرقعة ، وعاد من حيث أتى .
فصفقت حسناء بيدها ، ودارت حول نفسها طربًا وهي تقول : لقد وقع الطائر في الفخ .
فهزَّ عربيد رأسه وقال : ألم يقل لك حبيب بن مسعود ، إن دون الوصول إلى
يسار سبعة أبواب عليها سبعة أقفال من حديد ؟!
فقهقهت حسناء ولقد لمع في فمها صفان مثل الحب الجمان ، ودفعت الخادم في
صدره وهي تقول : إنني أملك المفتاح الأستاذ الذي تتساقط أمامه جميع
الأقفال ..ثم أشارت بيدها إلى صدرها وقالت : أنا ..
- سأدعوك من هذه الساعة .. ( مُريد ) .
- واستمر القوم في حديثٍ وضحك وانشراح حتى أصبح الصباح ، وارتفع صوت
المؤذن من المسجد القريب يدعو .. حي على الفلاح
- فتنهَّد حبيب بن مسعود وقال : هذه ليلة من عمرنا خسرناها .
- وخرج القوم فردًا فردًا ، وكان خروجهم بعد صلاة الفجر بقليل ، وسلك كل
منهم طريقًا غير الذي سلكه صاحبه .
- قال محمد بن إسحاق : خرج يسار من بيته الذي يحاذي النهر لأداء صلاة الفجر
- وبعد صلاة الفجر جلس الشيخ يتحدث .. عن يوسف الصديق ، الفتى الذي ضرب
مثلاً أعلى في الصبر عن المرأة المغرمة العاشقة الوَلْهى . وأخذ يصف ثباته
وعِفَّته ، وخشيته لله ، ومراقبته له ، وتعبُّده وتصوُّنه ..
- كان يتكلم بأسلوب القرآن الواضح البليغ ، وبعرضه التصويري البديع . .. وكل مستمع له يشعر أنه يوسف نفسه .
- كان يسار يتردد بين حين وآخر على سوق العطَّارين ، وإلى هذا السوق تُجلب
أجود أنواع العطور في الدنيا ، ويؤمَّه الرجال والنساء من شتى الأجناس .
ولا شيء يستهوي النساء ، وخاصة الأعجميات ، كهذا السوق .. وهو أول ما
يستهوي الوفود القادمة من بلاد الروم والترك وفارس والهند ، ومن بلاد
الحبشة .. وبلاد أخرى بعيدة لم نسمع بها ..
- وسوق العطَّارين .. يمتاز بالأناقة والنظافة والجمال ، فيه الدكاكين
الصغيرة المتناسقة ، التي زينت واجهاتها وعني بمظهرها .. والمصابيح
الملونة ، وقوارير العطر ، وشدات الورد .
- وكان يسار يتردد على دكان العطَّار أبي علي الأصفهاني ، ومنه يشتري
العطر الذي يستعمله .. وهو يقول : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان
يحب الطيب .
- وبعد مضي أسبوعين على محاولة حسناء ، وفي عصر الأربعاء من نهار مشمس
جميل ، أقبل يسار على أبي علي الأصفهاني ، وكان هذا قصيرًا سمينًا ، قد
أعفى لحيته وخضبها ، وكان لا يكف عن الحديث عن العطور التي يبيعها
وأنواعها وجودتها ..
- وما هي إلا هَنَيْهة ، حتى أقبلت حسناء ، والخادم مريد يسير إلى جانبها
ووقفت على دكان أبي علي العطَّار ، وراحت تسأله عما لديه من العطور ، دون
أن تلتفت إلى يسار .. أما مريد فإنه ألقى التحية عليه ، ووقف ينتظر .
- واحتفل العطَّار بها ، وأخذ يعرض عليها نماذج كثيرة ، وهي ترفضها بإشارة
من يدها ، ولم يبد على يسار أي اهتمام بحسناء ، ولكنه انتبه بعد ذلك عندما
سمع العطَّار يقول وهو يعرض عليها نوعًا من العطر : إنه أجود أنواع العطور
يا سيدتي ، إن يسارًا يستعمله .
- أليس كذلك يا سيدي ؟ ولم يجب يسار ، ولم يرفع إليها نظره .
- أما حسناء ، فقد التفتت إليه ، وألقت عليه نظرة سريعة ، ثم عادت تخاطب
العطَّار ، وقد غيرت من أسلوبها وحركاتها وقالت : لقد ذكرت لي مرة أن لديك
نوعًا من العطر الصيني ..
- فهزَّ العطار رأسه وقال بأسف : لقد نفذ يا سيدي .. لم يبق منه شيء ..
أتدرين يا سيدتي .. إنه يستخرج من زهرة تنبت على الهضاب الزرقاء في بلاد
الصين ، .. إنها .. وانتبه العطَّار .. إن حسناء لم تكن تنظر إليه ، ولا
تستمع لحديثه ، كانت تنظر خِلْسة إلى يسار .. إلى الفتى الذي ضاق بحديث
العطار ، والذي سمعه منه مرات ومرات .. هذا هو الفتى الذي حدَّثها عنه
حبيب بن مسعود ، إنه لم يتجاوز في وصفه ، بل لم يبلغ في وصفه ..
- وتنحنح العطَّار وهو يرفع يده يعدل عمامته .. وقال : انتظري لحظه .. ثم
خرج من دكانه وهو يقول : سأجلبه لك من جاري.
- وهمَّ يسار بالانصراف ، فلم يكن يرغب في البقاء طويلاً في مثل هذا السوق
، ولم يكن يلبث إلا بمقدار ما يتناول حاجته من العطر ثم يعود سريعًا ..
- فالتفتت إليه حسناء وقالت بصوت ناعم : إنني متأسفة يا سيدي .
- والتفت إليها ، ولم يكن قد وقع عليها نظره حتى هذه الساعة ، فلما التقت
العينان ، أسبلت جفونها في خفر العذارى ، وقالت بصوت هامس : إنني متأسفة
يا سيدي .. لم أستطع أن أكتب مشكلتي .. ليتك تسمعها . فغض بصره ، وقد تذكر
الرقعة التي حملها إليه مريد ، وقال : تكلَّمي .
- قالت .. وبصوت كأنين الوتر الحزين : الآن يا سيدي ؟
- قال ، ودون أن يلتفت إليها ، أو يرفع نظره مرة أخرى : نعم .
- قالت .. وهي تحاول أن تجره للحديث : هنا في السوق ؟
- قال : نعم .
- وعاد العطَّار وهو يمسح جبينه من العرق ، وقال معتذرًا :
- - لم يبق لديه شيء يا سيدتي .
- وتنهَّدت حسناء وقالت : سأعود مرة أخرى .
- ثم انصرف بعد أن ألقت على يسار نظرة ، جعلته يطرق خجلاً .

يتبــــــــــع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سبعة أقفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سبعة أشياء يجب أن لاتمارسها بعد الأكل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~*¤ô§ô¤*~ منتديات اصحابنا~*¤ô§ô¤*~ :: ––––•(-• المنتديــات الأدبيـــه •-)•–––– :: قصـص أصحابنــآ-
انتقل الى: