إلى إمـــرأة أحتلت أزمنتــي .. /

أحبك جداً ..

و أعرف أن الكلام القديم انتهى ..
و أن عليَّ الذهاب
إلى ما وراء الكلام ..

و أعرف ..
أن حمام الطفولة طار بعيداً
ولم يبقى عندي من القمح
ما يثير فضول الحمام ..
فلا أنتِ مثل جميع النساء ..
ولا أنا .. ممن يقولون في الحب
أي كلام ..

أحبك جــــداً ..

و أعرف أني وصلت
إلى حائط اللغة المستحيله ..
و أشعر أن العبارة ضاقت عليك .
و أن الثقافة ضاقت عليك .
و أن البلاغة تلهث حول استدارة خصرك ..
والشعر .. والنثر .. والمفردات .

أيااا امــــــرأة ..

تتحدى جميع نصوصي ..
و أحتاج - حتى أكون على مستواها -
إلى عشرات اللغات ...

أحبك جــــــداً ..

و أعرف أن الأنوثة برق ..
و أن القصيدة برق ..
و أن النساء الجميلات .. برق
و أن البروق العظيمة ..
لا تستعاد ..

أحبك جـــــداً ..

وأشعر برغبة للخروج
عن كل عاداتنا السابقه ..
وتغيير أسمائنا السابقه ..

فهل من سبيل
لتحديث هذا الغرام ؟.

وهل من سبيل ؟
لتغيير جلدي ... وجلدك ؟
صوتي .. وصوتك ؟
عمري .. وعمرك ؟

هل من سبيل ؟
لتغيير لون الشراشف ؟
لون العواطف ؟
ما بين حين وحين .
وتغيير شكل كؤوس النبيذ ..
وشكل أواني الطعام ؟؟

أحبك جـــــداً ..

و أعرف أن طريقة عشقي ..
صارت عتيقه ..
و أن شرايين قلبي ..
صارت عتيقه ..
وعسلية عيني صارت عتيقه
و أن وصول بريدي إليك ..
و إرسال ورد جميل لبيتك
صار طقوساً عتيقه !!

أحبك جـــــداً ..

و أعرف أنك آخر لحظة شِعر ..
و آخر قطرة حبر ..
و آخر زنبقة فوق سور الحديقه
و أشعر في لحظات الحنان المفاجئ
أنك أمي ..
و لو كان لي أن أميز
بين الصداقة والحب ،
لاخترت فيك مالا يوصــف ..

أحبك جــــداً ..

و أعرف أن العلاقة بين النساء وبيني
مقررة منذ ألوف السنين .
و أن أهم محطات عمري
مطرزة بخيوط ( الداماسكو ) ..
وذاكرة القطن .. و ( الموسلين ) ..

فلا تتعري أمامي .. بغير اكتراث
فأني أواجه قشطة نهديك عند الصباح
كأني أواجه جيشاً من الياسمين !!

أنا منذ خمسين عاماً .
أحاول تأسيس مملكة للنساء ..
يثرثرن فيها ..
و يرقصن فيها ..
و يعشقن فيها ..
و يغسلن أقدامهن بماء الحنين .

و ها أنا ذا راقد في فراشي
فلا من ممرضة أسعفتني .
ولا من قطرية قبلتني ..
ولا من عراقية دللتني ...
ولا من رفيق ..
ولا من أنيس ..
ولا من معين ..

أحبك جـــــداً ..

و أعرف أن جواز المرور
الموَّقع منك ..
سيفتح باب السماء أمامي .
ويدخلني جنة المؤمنين ..

أحبك جــــــــــداً ..

و أحلم أن تدهشيني بثوب جديد ..
وعطر جديد .. وراي جديد ..
و أحلم أن تمطريني
بنهر طويل .. طويل من الأسئله ..
و أحلم أن تطلعي من قماش الوسادة كالسنبله ..

أحبك جـــــــدا ..

و أعرف أنك تعرفين ..
و تلك هي المسألة !!

أيا وردة البحر ، والضوء ، والشمس ، والعافيه ..

يضايقني أن تديري شريطاً قديماً
يضم قصائدي الماضيه ..
لماذا الحنين شيءٍ غيري ؟
وإني أمامك يا غاليه .
وماذا تهمك أسماء كل الزهور ؟
و أنت البنفسجية الباقيه .

أنا يا صديقة حلمـــي ..

أكره صوتي المسجل فوق شريط
واكره شِعري الذي يتنائر بين المحيط و الخليج
كنهر الرماد ..

فأرجوك .. لا تجعلي من حياتي أسطوانه ..
ولا تذبحيني بسكين صوتي
فإني تعبت كثيراً .. بهذا الشريط المعاد ...

غداً تعلمين ..
غذاً تعلمين ..
بأن الرجال أحبوك ..
- بعد قراءة شعري -
و أني ما كنت في لعبة الحب وحدي
ولكنني كنت حزباً كبيراً من العاشقين ...

أحبـــك جــداً .. ؛

مع تحياتي

.. ؛
السلام عليكـــــــــــم .. /